::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

لمذا نحس بالفراغ الروحي

لمذا نحس بالفراغ الروحي


الفراغ الروحي 



مدا سيحدت لو كنت في غرفة مظلمة ليوم  كامل، ولا يوجد بها إنترنت أو تليفزيون أو هاتف أو أي شخص تتكلم معه، وليس هناك إلا أنت وأفكارك الخاصة، ويوجد بها زر صغير يمكنك أن تضغط عليه لتصيب نفسك بصاعقة كهربائية خفيفة ومؤلمة؟

هل ستصعق نفسك بالكهرباء لأنه لا يمكنك تحمل الملل مع أفكارك الخاصة لبضعة دقائق؟
هذا ما تم في تجربة أمريكية تمت بإختيار مجموعة مكونة من رجال ونساء حيت أن الرجال قامو بإختيار الزر الكهربائي أكتر من النساء التي شملت نسبة قليلة ممن  إختار الصعق بالكهرباء، وهذا يعني أن نفهم السبب الذي يجعل النساء 
تعيش في الغالب أطول من الرجال، وثانيًا أن الإنسان سوف يقومون بأي شيء حقًا يحميهم من الانسحاب إلى الداخل.

 الهروب الدائم من الملل مكلف جدا وهو الملل المتولد من القيام بأنشطة تستهلك جزءًا بسيطًا من الدماغ هو ما يجعل العقل يتوه هنا وهناك لكي تبدع وتفكر بحلول جديدة وتخطط للمستقبل، وحسب بعض الدراسات فإن ذالك يجعلنا نفكر في الآخرين ونبدأ بالشروع في  مختلف الأعمال الخيرية أبشكل أكبر، و  قد كتب (مارك هوكينز) كتابًا (قوة الملل: لماذا الملل ضروري لصنع معنى للحياة)
وبذلك فإن عقل الإنسان سوف يبدأ في ابتكار كل ما يخرجه من دائرة الملل، وفي دراسة أمريكية أخرى بينت أن نسبة قليلة فقط قاموا بالاسترخاء وعدم القيام  بشيء  خلال نهاية الأسبوع، في  حين أن النسبة الغالبة ممن بادرو بالقيام بأنشطتهم الممتعة، السوشيال ميديا، والهواتف الذكية، وألعاب الكمبيوتر وقصص الخيال، سوف تروج إلى  إلى ابتكار وسائل أفضل وأنجح لإشغال إنسان الذي قد يضحي بأي شيء في سبيل الهرب من ذلك الفراغ النفسي، والذي يولد
 الكثير من عدم الراحة والإرهاق النفسي والإحباط حين يتنامى مع كل ذالك الخلل الكامن النفس، والذي تحاول دفعه بعيدًا، كل ذلك لتصحيح المسار الذي تجاهلت حاجتك إليه طوال حياتك، وعلاج قيمك الداخلية بوضعك الحالي بتجاهله.
يحدث الكثير من الألم حين تنسحب إلى الداخل، لذلك لا تبقى هناك كثيرًا، سرعان ما ستحمل يدك إلى هاتفك أو جهاز التحكم، وتتجول بعينك في المارة في الشارع، وتشغل أذنك بالحديث قليلًا مع الآخرين، وحتى لو لم تجد أي شيء لمددت يدك إلى زر صغير يصيبك بصاعقة كهربائية مؤلمة تفصل عنك ذلك الإنقطاع الأكثر ألمًا والذي حدث رغمًا عنك مع آخر إنسان تريد أن تتصل به وهو نفسك.

وقد أخبرنا النبي صل الله عليه أن الله لما خلق آدم، صار إبليس يطوف من حوله بنظرة احتقار وغضب وإندهاش  وحسد لذلك المخلوق الجديد، ولكنه رآه أجوف حتى علم أنه خُلِق خلقًا لا يتمالك نفسه.
الإنسان داخله جوف وفراغ مؤلم وخالٍ ومليء بالنقص والحاجة
نحن هنا أمام مفارقة جديدة من تلك المفارقات المحببة للنفس المؤمنة حين تجد الكمال الذي شعرت بوجوده في الدنيا من شعورها بالحاجة إليه وتجده  في الله فقط، فنحن أزواج والله واحد، ونحن فقراء والله غني، ونحن جُوف والله صمد
الصمد في كلام العرب هو ما ليس له جوف لأنه يسد حاجة كل ذي جوف، هو الذي ليس فوقه أحد لأنه فوق كل شيء آخر، الإنسان بداخله جوع إلى الصمد، بوجدانه إشارة إليه، بجوفه دليل على اكتمال وجوده ووجود كماله.



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد صحة وعافية

جميع الحقوق محفوظة

معلومات صحية

2016